كلمة لوزير التربية في مشروع جلالة الملك حمد لمدارس السمتقبل

مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل ينطلق من توجيهات حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه والمتضمنة: بأن تكون الخدمة التربوية العصرية متوافرة للجميع في إطار تكافئ الفرص, وأن يكون التعليم مواكباً للعصر آخذاَ بمستجداته العلمية التكنولوجية.


ومن هذا المنطلق يعتبر المشروع نقلة نوعية في مجال التعليم لأنه يحقق انتقالاً نوعياً من النظم التعليمية التي اعتدنا عليها سنين طويلة إلى التعليم المستقبلي القائم على توظيف تكنولوجيا المعلومات لإعداد الأجيال الجديدة تأسيساً لمجتمع المعلومات المتطور وبناء الاقتصاد القائم على المعرفة.


وسيتم بفضل هذا التحول الاستفادة من مصادر المعرفة المتنوعة, مما يسمح لكل طالب أن يوسع مجال التعلم الذاتي ويطور آفاق الاستفادة من الثورة المعلوماتية الضخمة التي يشهدها العالم, كما سيسمح للمعلم بالتفاعل مع الطلبة ومتابعتهم وتقويمهم بشكل فردي ولولي الأمر بالتواصل مع المدرسة بشكل إيجابي. كما سيتحول الكتاب المدرسي إلى كتاب إلكتروني مرن تنتقل فيه الصورة الصامتة إلى حركة مع شرح بالصوت لأي جزء من أجزاء المحتوى.


إن ثورة المعلومات, والتكنولوجيا في العالم, تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية, لنلحق بركابها, لأن من يتأخر عن هذا السباق العلمي والمعلوماتي سيتأخر عن إيقاع العالم العصري ومنجزاته وهذا ما لا نرضاه, إذ لابد من أن نفكر بطريقة عالمية, ونتصرف بطريقة محلية, بحيث يكون البعد العالمي جزءاً أساسياً من تفكيرنا, بما يستتبعه ذلك من نتائج تتصل بالمناهج وطرق التدريس, واللغة التي نستخدمها, والأساليب التي نتبعها, والتخصصات التي نحتاج إليها, ونخطط لها. إن هذا الأمر يتحتم معه مواجهة هذا التحدي والتعامل مع معطياته, لتمكين أبناء مملكة البحرين من العيش في القرن الواحد والعشرين, وهم مسلحون بلغة العصر الجديد ومفاهيمه وآلياته, بالقدر الذي يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر, واحترام الوقت واستثماره, والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة.

لقد أصبح التحديث التكنولوجي في المجمتع يستلزم تغييراً في شكل المجتمع والنهوض به في مواجهة مشكلاته والحد منها, والوصول إلى النمو الحضاري من خلال مواكبة التغيرات التكنولوجية المستمرة، وذلك من خلال الترابط بين نظريات العلم وتطبيقاته،وتوظيف ذلك لخدمة المجتمع مع جعل المنهج هو أساس توظيف الأدوات التكنولوجية لمواجهة التطورات الحديثة في المعرفة الإنسانية.


وللتربية دورها الهام في توفير المزيد من المرونة للنظم التعليمية والتأكيد على النمو العلمي الذاتي للأفراد لمواصلة الارتقاء بالمستوى العلمي ومواكبة متطلبات العصر الحديث مع العمل على إعداد المتعلم المتخصص الملم بالإطار الشامل لتطورات الحياة المعاصرة.


ولا شك أن التحول الذي سيتيحه مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل سوف يحقق العديد من الأهداف على نحو أفضل، مما سيؤدي إلى الارتقاء بنظامنا التعليمي على نحو يلبي الطموحات، وبهذه المناسبة يسعدني أن أتقدم بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن جميع منتسبي الوزارة بعظيم الشكر وفائق الامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفضه الله لتفضل جلالته بهذا المشروع الرائد وتقديم دعمه الكبير له، مؤكداً بأن جميع العاملين بالوزارة من مسؤولين ومن هيئات إدارية وتعليمية يشعرون بالإمتنان لجلالته، يرعاه الله، لتوجيهه الكريم لتنفيذ المشروع ودعمه اللامحدود والذي شأنه أن يساهم في إحداث نقلة نوعية في التعليم في المرحلة القادمة، للمساهمة في بناء القدرات المعرفية وجعل التعليم في خدمة التنمية الشاملة، مؤكداً بأن التربويين قد تلقوا رسالة الشكر لوزير التربية والتعليم وللهيئات الإدارية والتعليمية الذي تفضل به جلالته بمزيد من الاعتزاز وكثير من الارتياح، معتبرينها وسام عز ورمز فخر، منوهين بالمعاني العظيمة لهذه الرسالة وبمضامينها الحضارية التي أكدت على أن مدارس المستقبل ستكون رمزاً لدخول عالم الغد بكل مستجداته، كما كانت مدرسة الهداية الخليفية، لحظة إنشاءها، تأسيساً لدخول مملكة البحرين عصر النهضة التعليمية الحديثة، ولا شك أن جميع التربويين بالوزارة يؤكدون حرصهم على العمل بكل جد وإخلاص لجعل مستوى التعليم عند حسن ظن جلالته يحفضه الله ويرعاه.

الدكتور ماجد بن علي النعيمي
وزير التربية والتعليم